سورة التوبة - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)}
{ما} صلة، والمراد المنافقون. {أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً} قد تقدم القول في زيادة الايمان ونقصانه في سورة آل عمران. وقد تقدم معنى السورة في مقدمة الكتاب، فلا معنى للإعادة. وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز إن للايمان سننا وفرائض من استكملها فقد استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان قال عمر بن عبد العزيز: فإن أعش فسأبينها لكم وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص. ذكره البخاري.
وقال ابن المبارك: لم أجد بدا من أن أقول بزيادة الايمان وإلا رددت القرآن.


{وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (125)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي شك وريب ونفاق. وقد تقدم. {فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ} أي شكا إلى شكهم وكفرا إلى كفرهم.
وقال مقاتل: إثما إلى إثمهم، والمعنى متقارب.


{أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}
قوله تعالى. {أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} قراءة العامة بالياء، خبرا عن المنافقين. وقرأ حمزة ويعقوب بالتاء خبرا عنهم وخطابا للمؤمنين. وقرأ الأعمش {أو لم يروا}. وقرأ طلحة بن مصرف {أولا ترى} وهي قراءة ابن مسعود، خطابا للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. و{يُفْتَنُونَ} قال الطبري: يختبرون. قال مجاهد: بالقحط والشدة.
وقال عطية: بالأمراض والأوجاع، وهي روائد الموت.
وقال قتادة والحسن ومجاهد: بالغزو والجهاد مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويرون ما وعد الله من النصر {ثُمَّ لا يَتُوبُونَ} لذلك {وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}.

31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38